الكلمات الأولى للطفل

الكلمات الأولى للطفل

من التغريدات والهمهمات إلى الكلمات الأولى، تُعد اللغة فترة أساسية في نمو الطفل. إن التحدث منذ البداية، وكل يوم، مع طفلك الصغير سوف يساعده على اكتساب المهارات الأساسية للكلام، بل ويكسبه المزيد والمزيد عبر مرور الزمن … الأمر متروك لكِ.

طفلي الحبيب، يجب أن نتحدث سويًا.

يتطلب اكتساب الكلام بذل الصبر والمثابرة. وكما تتوقعين تمامًا، لن يصبح طفلكِ ثرثارًا بين عشية وضحاها. في إطار السباق من أجل اكتساب اللغة، يختلف كل طفل صغير عن الآخر، فكل يتبع طريقته وإيقاعه المنفرد، ولا سيما ليس هناك مجال للضغط.

 

ولكي يصبح الحديث الفردي حوارًا متعدد الأطراف، من الضروري التحدث إلى الطفل كثيرًا. يمكنكِ القيام بمناقشة بسيطة، أغنية، قراءة شيء ما … أيًا كان ما تفعلينه من هذه الأمور، فالمهم هو أنكما تجدان متعة مشتركة في هذه الأمر. وكلما شعر باهتمامك به بشكل أكبر، زاد اهتمامه هو أيضًا.
بكل تأكيد، خلال الأيام الأولى، لن يتمكن الطفل من فهم كل ما تخبرينه به. ولكن في وجود مفردات متنوعة وأسلوب جيد للحديث، سوف يتم إحراز تقدم سريع.
ولتسهيل التعلم لديه، من الأساسي أن ترافق كلماتك بالمحاكاة والإيماءات. فهذه الطريقة سوف تسمح للطفل بالربط بين ما تخبرينه به وبين الإجراء الذي ينتج عنه. وبسرعة كبيرة، سوف يستمتع بدوره من خلال القيام بالإيماءات.

 

 

تذكري جيدًا أنه في إطار تعلم اللغة، لا ينبغي ترك أي شيء للصدفة.

  • دموع من أجل التواصل

البكاء هو الوسيلة الأولى للتواصل مع الطفل. من خلال قيامه بالبكاء، يقوم طفلك بصياغة طلب: طلب الراحة، طلب العناق والتدليل، أو طلب زجاجة الإرضاع … وأيًا كانت الإجابة التي ستقدمينها له، فسوف يشجعه ذلك، خلال الأيام التالية، على التواصل مرة أخرى للحصول على ما يحتاج إليه.

 

  • أذن صاغية

يلعب الاستماع دورًا رئيسيًا في تعلم اللغة. الطفل حساس لنبرة صوتك، وهو يحتاج إلى سماعها لتسجيلها وفهم الفروق الدقيقة المختلفة لتلك النبرة.

 

  • نظرة عميقة

تمامًا مثل الاستماع، تشكل الرؤية المعنى الأساسي للتواصل. يحتاج الطفل إلى النظر إليك، لمراقبة تحركاتك وتقليدها، وتقليدك عندما تتحدثين إليه من أجل فهم معناها ودلالتها.

 

  •  لعبة الممثل الحريص

يمثل صوتك نموذجًا مطمئنًا بالنسبة له. من خلال نطق الكلمات التي تنطقينها جيدًا، بالإضافة إلى الاستماع بشكل أفضل، يمكن لطفلك إعادة إنتاج حركات فمك بسهولة أكبر.
وإذا كان يحب تقليدك، فهو يستمتع أيضًا بتكرار الكلام في دوره … لذا، فالأمر متروك لكِ.

نقطة شديدة الأهمية: عندما يبدأ الطفل في الحديث، كيف يمكن مساعدته؟

  • مع أدنى تقدم في الحديث، قدمي التهنئة إلى طفلك وشجعيه على الاستمرار في هذا المسار.
  • عندما يخطئ، كرِّري الكلمة المعنية كي يدركها ويستوعبها. وبالطبع، لا تكوني شديدة الصرامة معه.
  • دعيه يتكلم ويعيد صياغة جملته إذا كانت غير مفهومة، دون أن تطلبي منه تكرارها.
  • اطرحي أسئلة عليه كي تشجعيه على تطوير طلبه.
  • استمري في اللعب معه، وفي قراءة القصص، وغناء الأغاني معًا … وبشكل عام، ضاعفي أنشطتك معه.

 

التأخر في تحصيل المهارات اللغوية: كيف يمكن اكتشافه؟

مع مرور الوقت، سوف تتحسن المهارات اللغوية لدى الطفل. من الأفضل استشارة طبيب الأطفال لديكِ إذا لاحظت وجود خلل في التطور المستمر الجيد لدى طفلك:

  • قبل القيام بأي إجراء آخر، ابدئي بالتحقق من أن الطفل يسمع جيدًا: القفز في حالة حدوث ضوضاء مفاجئة، أو الرد عليكِ بهمهمات أو بثرثرة … استعلمي أيضًا عن أي سوابق مرضية خاصة بالصمم أو باضطرابات اللغة في أسرتكم.
  • ما بين عمر سنة و 3 سنوات، يبدأ الطفل في تكوين مجموعات من الكلمات والجمل الأكثر تعقيدًا، حيث يتم إثراء مفرداته، واهتمامه بما يحيط به ويطرح الكثير من الأسئلة.
    ففي هذه الفئة العمرية، يترجم تأخر اللغة إلى صعوبة في الفهم، والميل إلى التلعثم، وعدم القدرة على إصدار جمل صحيحة، وعدم التركيز …
  • في الثالثة من عمره، يتقن الطفل كلمة “أنا”، ويكوِّن جملاً أكثر تعقيدًا، ويبدأ في تعلم أدوات الكلمات، ولكن لا تزال مفرداته تتطور … ومن ناحية أخرى، لا يزال النطق لديه غير كامل.
    لا تترددي في السؤال عما إذا كان لا يزال غير قادر على تكوين جمل كاملة، أو إذا كانت الجملة لديه تفتقر إلى مزيد من المفردات، أو إذا وجدتِ أنك الوحيدة التي تفهمينه.
  • في الرابعة من عمره، يتقن الطفل أدوات الكلام، وتصبح مفرداته دقيقة، والجمل أطول، وأصبح بإمكانه التعبير الصحيح الآن.
    يتم تفسير التأخر في تحصيل المهارات اللغوية بسوء فهم الجمل المعقدة أو قلة المفردات أو الكلمات المختصرة أو حتى التأتأة.
  • من سن 4 إلى 6 سنوات، يلعب الطفل بالكلمات ويتقن اللغة الآن، يا له من نجاح! إنه يحب سماع المزيد والمزيد من القصص التي يخترعها بدوره. أصبحت مفرداته واضحة، ويمكنه البدء في تعلم القراءة والكتابة.
    حدِّدي موعدًا مع طبيب الأطفال لديكِ في حالة وجود مشكلات في النطق، أو عند وجود ضعفٍ في النطق، أو في حالة صياغة طفلك لجمل ضعيفة البناء، أو إذا كان من الصعب فهمها.
  • لاحظي أنه من خلال المتابعة الجيدة، يمكن تصحيح هذا التأخر في تحصيل المهارات للغوية البسيطة قبل 6 سنوات.