النمو النفسي الحركي

النمو النفسي الحركي

ردود الفعل الأولى، الكلمات الأولى، الخطوات الأولى… الكثير من الأحداث التي تحدث للمرة الأولى والتي سينمو طفلك من خلالها، بل وسيثير دهشتك! ومن الطبيعي أن يثير أي تغيير بعض التساؤلات: هل ينمو طفلي بشكل طبيعي؟ هل هو متأخر؟ كيف أساعده؟ استرشدي في كل نقطة بالمراحل الكبرى للنمو النفسي الحركي.

 النمو النفسي الحركي.. ماذا يعني ذلك؟

يرتبط النمو النفسي الحركي بالنمو النفسي (العقلي، والسلوكي، والحسي، والعاطفي) والنمو الحركي (وضعية الجسم، والحركة، والتنسيق). من المؤكد أنه لا توجد قواعد ذهبية في هذا الشأن، فكل طفل يختلف عن الآخر، وينمو بحسب وتيرته الخاصة به، لذلك، فلا داعي للقلق!

  • من صفر إلى ثلاثة أشهر: وقت ردود الأفعال

عند الميلاد، لا يكون مخ الطفل قد اكتمل نموه بعد. فالبيئة، والعلاقات، والعوامل الوراثية لدى الأسرة كلها عناصر تجتمع مع بعضها لتشارك في تشكيل عقل الطفل.
يبدأ الطفل سريعًا في تمييز التناقضات، حيث يصبح أكثر حساسية تجاه الأصوات المحيطة به، ويتعرف على رائحتك حيث يكون ملاصقًا لكِ. ويصبح بصره أكثر وضوحًا، حتى أنه يبدأ في تثبيت نظره عليكِ… وهنا تأتي اللحظة ليرد لكِ أجمل ابتسامة! ولا يمكنه تثبيت رأسه بعد، وحركاته تكون بمثابة ردود أفعال في معظمها، أي أنها لا إرادية.سيكون عليكِ الانتظار قليلاً حتى ترين طفلك يتقلب…
وعند بلوغ الشهر الثاني، سيبدأ في إصدار بعض الأصوات لكي يُسعدك. وعندما يبدأ في رفع رأسه، سيبدأ في متابعة إصبعك بعينيه، وأي شيء يتحرك ببطء على مسافة معقولة من وجهه.
عند الشهر الثالث، تبدأ الحركات اللاإرادية في التراجع ليأتي مكانها بعض الحركات الإرادية. يصبح رأسه مستقيمًا حين يكون في وضع الجلوس. هذا هو أول وضع يكتسبه طفلك، وهو بداية لسلسلة طويلة من الأوضاع الأخرى!

  • من 4 إلى 6 أشهر: يكون طفلك مليئًا بالطاقة.

يستطيع طفلك الحفاظ وحده على رأسه مستقيمًا، ويدور في جميع الاتجاهات دون أي مشكلة. وتكثر ضحكاته وأصواته اللطيفة. لم يعد من الصعب عليه التقلب على جانبيه، وكذلك يديه الصغيرتين، فقد كان لديه وقتٍ كافٍ لاستكشافهما بتقريبهما من وجهه أو بمقارنتهما بعضهما ببعض. وهو اكتشاف ضروري جدًا لتطوير قدرته على التقاط الأشياء بشكل سليم (التقاط الأشياء بيديه).
عند سن 5 أشهر، يكون لديه فائض من الطاقة! يحرك طفلك ذراعيه وساقيه ويتحكم فيهما بشكل أكبر. ويبدأ في التقاط الأشياء المحيطة به، رغم أنها قد تفلت منه في بعض الأحيان. ومع ازدياد حيويته، يبدأ طفلك في الاستمتاع بتقليدك، ويكون سعيدًا جدًا حين تقلدينه بدورك… وهي فرصة رائعة لاختراع الكثير من الألعاب للقيام بها معًا.
في الشهر السادس، يحين وقت الجلوس، بشرط أن يكون ظهره مسنودًا. ينتقل الطفل من النوم على ظهره إلى النوم على بطنه بسهولة. من الطبيعي أن تبقي عينيكِ عليه حيث يقوم :بحركاته الشقية”، وبيني وبينك، أعلم جيدًا أنك لا تريدين تفويت أي لحظة!

  • من 7 إلى 9 أشهر: الجلوس منفردًا

خلال شهرين سيتعلم الطفل البقاء جالسًا بدون مساعدة. ويكتسب هذا الوضع حين يكون جذعه في وضع رأسي، مع ذراعيه اللذين يؤمنان له التوازن. ويواصل استكشاف العالم بالأسفل، دون الوقوف على ساقيه بعد. ويظل التواصل حتى ذلك الوقت منحصرًا في اللفتات، والثرثرة، والبداية في فهم بعض الكلمات والمواقف، ولكنه لا يتوقف عن التطور. وأخيرًا، تبدأ قدراته الحركية في الزيادة على مستوى الأصابع، حيث يستخدم إصبعيه السبابة والإبهام لالتقاط الأشياء الصغيرة.

 

  • من 10 إلى 12 شهرًا: طفلك جاهز للقفز.

يبدأ طفلك في تعلم البقاء واقفًا، لقد حقق خطوة جديدة! ولكنها لن تكون ممكنة إلا حين يصبح قادرًا على الجلوس بشكل جيد، وإلا فلا فائدة من الاستعجال. كما أنه سيبدأ في نطق أولى كلماته. وبعد ذلك، سيبدأ في تعلم المشي بداية من الشهر الثاني عشر.

طفلك تحت المتابعة

نظرًا لكون طفلك يمر بمرحلة نمو مستمرة، فمن الضروري إجراء متابعة جيدة للتأكد من نموه بشكل سليم.
خلال الأشهر الـ12، يجب إلزامًا إجراء عدة زيارات لدى طبيب الأطفال:

  • حيث يجب إجراء فحص أولي خلال الـ24 ساعة الأولى من عمر الطفل، يليه كشف قبل مغادرتكما أنتما الاثنان لمستشفى الولادة. في هذا الفحص يتم اختبار استجابات الطفل، ويتم التأكد من عدم وجود لغط القلب، أو تشوهات…
  • وفحص بعد مرور أسبوعين لمراقبة ظهور بعض الأمراض المحتملة.
  • زيارة شهرية من الشهر الأول وحتى الشهر السادس: حيث سيتم وزن الطفل، وقياس طوله، ومراقبة نموه الحركي، ومتابعة الإبصار والسمع. ثم يبدأ في أخذ تطعيماته.
  • أربع زيارات حتى أول عيد ميلاد له: الشهر السادس، والشهر التاسع، والشهر الحادي عشر، والشهر الثاني عشر: وتجرى هذه الزيارات على نفس نمط الزيارات السابقة، غير أنها تركز بشكل أكبر على اللغة والمشي