لحظات تستحق المشاركة

لحظات تستحق المشاركة

إن التفاعلات الأولى بينك وبين طفلك ستكون بمثابة فرصة كبيرة لتوطيد علاقة الترابط التي تجمع بينكما. سوف تجعلك رضاعتك لطفلك، وملامستكما الجسدية المباشرة، وتدليكك أو حملك له، سوف تجعلك تعيشين لحظات فريدة من التواصل معه، وهي لحظات ثمينة بالنسبة لكِ ولطفلك.

رأي الخبراء: أهمية الصلة التي تربط بين الأبوين وطفلهما

 

في بداية تكوينه لنظريته عن الترابط، درس الطبيب والمحلل النفسي جون بولبي سلوك الأطفال المنفصلين عن أسرهم ونموهم في الأربعينيات. وفي 1951، قدّم تقريرًا لمنظمة الصحة العالمية، يعرض فيه الأسس التي بنى عليها تلك النظرية.

بفضل الرابط الجسدي ويليه الرابط العاطفي الذي يُنشئه الطفل مع أكثر الناس اهتمامًا به (وعادة ما تكون الأم هي من يفعل ذلك منذ لحظة مولده)، يكون الطفل قاعدة من الأمان، ويتعلم تدريجيًا أنه يستطيع أن يثق بالآخرين وبالعالم: فتساعده علاقة الترابط التي يُطلق عليها الترابط الآمن في تطوير مهاراته الاجتماعية، والاعتداد بنفسه بسهولة أكبر.

 

وعلى عكس الأفكار الموروثة، فإن الترابط الجيد يجعل طفلك أكثر استقلالاً على المدى الطويل!

لذلك، فإن تكوين علاقة ترابط قوية يعد أمرًا ضروريًا خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل. وهناك تقنيات مختلفة لرعاية الطفل والتي تساعد على زيادة التقارب بينه وبين أمه، ثم بينه وبين الأشخاص الآخرين الذين يرتبط بهم (مثل الأب، والمربية، وغيرهم) وبين الطفل: إرضاع الطفل، حمله بحيث يكون جسده ملامسًا لجسد حامله قدر الإمكان، وأن يكون الشخص الذي يرعاه متاحًا له بشكل تام، وأن يوفر له الملامسة الجسدية المباشرة، والتدليك، والنظر في عينيه، والابتسام له، والتحدث معه، وتلبية توقعاته واحتياجاته (حمله بين الذراعين، إطعامه…)

النظرات الأولى، والابتسامات الأولى...

سوف تبدأ قصة طويلة بمجرد تبادل النظرات الأولى مع رضيعك: وهي العلاقة بينك وبين طفلك. تبدأ هذه العلاقة بشكل مكثف وتكون مؤثرة وعاطفية، لتصاحبها تدريجيًا ابتسامات حقيقية: يجب الاهتمام بهذه التفاعلات الفريدة بينكما بشكل خاص، وإبعاد الهواتف الذكية التي بدأت تتدخل بشكل متزايد في هذه اللحظات.

الرضاعة، وأيضًا حمل الطفل، والملامسة الجسدية المباشرة، والمداعبة، والتدليك، كلها لحظات رقيقة يجب اغتنامها!

كل تقنيات الرعاية هذه، بالإضافة إلى فترات الحديث الطويلة، والأغاني التي تشاركينها مع طفلك ستساعدك بكل سهولة في إقامة علاقة الترابط وتقويتها بينك وبين طفلك.

إن حمل الطفل في وضع أفقي، سواء بذراعيك، أو بواسطة إيشارب، يساعده على التجشؤ ويقلل من الارتجاع. ويتميز الخيار الثاني بأنه يساعدك على مزاولة عملك بحرية مع احتضان طفلك في الوقت ذاته.

أما بالنسبة للملامسة الجسدية المباشرة، فهي تمنح طفلك إحساسًا بالأمان والرضا، سواء كان ذلك مع الأب أو الأم.

وأخيرًا، سيساعد التدليك الذي تمنحينه لطفلك منذ الأسابيع الأولى من عمره، من خلال الملامسة التي يكون شديد الحساسية تجاهها، في تقوية التواصل بينكما. فمن خلال يديكِ، سيشعر الطفل بحالتك المزاجية والعقلية، والعكس صحيح كذلك! حقًا، فردود أفعال طفلك: تسليته، وابتسامته، ونظراته سوف تجعلك تفهمين ما يشعر به وما ينتظره منكِ.

النوم بالقرب من رضيعك

خلال الأشهر الستة الأولى من عمره، يحتاج الرضيع للشعور بوجودك بالقرب منه، سواء كان ذلك بالنهار أم بالليل. لذلك، يوصي الأطباء بوضع سرير الطفل بالقرب من سرير الوالدين، في الوقت الذي يبدأ إيقاعه خلال النهار والليل في الانتظام، وحتى يبدأ تدريجيًا في النوم لفترات أطول. وبذلك، ستتمكنين من رعايته بسهولة أكبر، وسوف تكونين متاحة بسرعة أكبر لوضعه على ثديك. وبالعكس، لا تدعيه ينام معكما في سريركما، فقد يكون ذلك خطرًا عليه.

لا تنسي أيضًا أنك تحتاجين للراحة أيضًا بعد الولادة حتى تتمكني من رعاية طفلك!